4/21/2014

الحضارة الاسلامية


الحضارة الاسلامية (تعريفها وأسسها)

تعريفها وأسسها
          الحضارة الاسلامية أخـذ مـن كلمتين يعنـى الحضارة والاسـلامية فاالحضارة لغة الاقامـة فـى الحصـر. واصطلاحا ثمـرة كل جهــود يقــوم بـــها الانـسان لتحسين ظــروف حـياتـه. والاسلام هـو دين الله الذي حمله محمد صلى الله عليه وسلم هدى ورحمة للعالمين. إذن الحضارة الاسلامية هي ثمرة كل جهود قام بها المسلمون لتحسين حياتهم خاصة والعالم عامة.
          وقـيـل أيــضا أن الحضـارة الاسلامية هــي كل نــتاج روحـــي او مـادي ينسـب إلـى الشعوب التى دخلت فى الاسلام وتشربت الحياة الاسلامية.
          كانت الحضارة الاسلامية بدأت سيرها فى جزيرة العرب منذ بعث الله محمدا عليه الصلاة والسلام نبيا وخاصة لما بلغ أربعين سنة من عمره ولاسيما بعد أعلن وادعى نفسه نبيا الى قومه فى ذالك الوقت. ولكن بذالك لو كانت  تلك الحضارة ابتدأت فى العربية ليست هي للعربية ولا من صنع العرب وحدهم ولا اختص بها شعب من الشعوب ولا وليدة بمفرده من عصور التاريخ وإنما هي نتاج خبرات ومهارات امم شرقية وغربية وثمرة جهود متواصلة وشاقة, بذلتها أجيال متلاحقة.
الحضارة الاسلامية قامت على ما يلى :
ü    على أساس رسالة سماوية هي (الاسلام)
ü    أساس تعاليمها الكبرى مشتقاة من (القرآن الكريم والسنة اليبوية)
ü    انها حضارة إلهية فى منهجها وتخضيطها.
          قـال السـيـد أحمد إبــراهيم حمـور " أن الاصـل الـثـابـت والاسـاس المتـيـن للحـضارة الاسلامية  هو الاسلام. ومن هنا يبدو السـر جليا فى ثـراء الحضارة العـربية الاسلامية, وذالك
تتفرد تتميزعما عداها من الحضارات الأخرى.
          كان العرب قبل مجيئ الاسلام ابان جاهليتهم لا يعلمون شيئا علمية بل على تخيلهم وزعمهم وما ورثهم آبائهم الاقدمين, وسوء طبيعتهم يقتلون بناتهم احياء خوفا أن يعلمهم الناس وظنهم أن ذالك عيوب لهم. ولكن لما جاء الاسلام فى وسطهم على يدي محمد صلى الله عليه وسلم كلها متغير لاسيما بعد إنـزال القـرآن عليه. كانت العربية وخاصة للاسلام يلفت أنظار الجاهلية شدة إلى التأمل بدقة اليه اي فى آيات الله جل وعلا فى الآفاق وفى الأنفس. وحينئذ أخذوا يدرسون ويستوعبون ويبحثون ويستنتجون ثم يطبقونه الى أن أضحوا قبلة الانظار فى العلوم والمعارف.
وجه الخلاف بين الحضارتين " الغربية والاسلامية "   
          كانت للحضارتين (الغربيين والاسلامية) فيهما إختلاف التى يكون اساسا فى إقامهما. واما ذالك الاختلاف فهو على ما يلى :
v    النظام الاقتصادي : كما رأينا فى هذا العصر الحاضر وهـتو  تمثيل تصـوير للحضارة الغـربـية القـديمة, كانـت الحضارة الغــربـية اساسها الاولــى هـي الاقـتـصادي والمادية. إذن حضارة الغربيين تتمثل فيما يلى :
ü    أنها قد أسست على الاقتصادي     
ü     أنها لم تقم على العقيدة وزنا فى الحياة العامة
ü    وأنها لتقصر عن تمهد للانسانية سبيل السعادة المنشود.

v    أساس الروحي : هو أصل الحضارة العـربية الاسلامية لانـها فـى اول إبتدائها باالعـقـيدة والاخلاق على النقيض من حضارة الغربيين, لان المسلمين يدعون الى حسن إدراك صلته باالوجـود فإذا بلغ من هذا حد الايمان دعاه ايمانه الى الاستمرار فـى تـنـقية نفسه وتهذيـبا وتطهير فـؤاده ولبه باالمبادئ السامية لحـياة الفـرد علـى نحـو يتحـقـق السـعادة للجميع.
          إذن ..... للجانـب الــروحـي فـى الحضارة العــربية الاسلامية آثار بعيدة المـدى, تتخلص فيما يلى :
ü    أنه هو الذي نقاها وصفاها من كل زيف
ü    طهرها من كل خبث
ü    نزعها من الافئدة ما كان يملأها من أنانية
ü    جعل أفراد الامة الاسلامية على إختلاف الاجناس والالوان
ü    متعاونين إلى أقصى حدود التعاون بما بثه القرآن الكريم والسنة النبوية فى نفوسهم من تقدير للقيم الانسانية, واحترام لقانون السماء.
          قال الدكتور محمد حسين هيكل فى مقالته تأكيدا لذالك, نقتطف فيما يلى " إن من إعتز بغير الله ذل, ومن إعتصم بغير الله هان, ولا نعرف شيئا فى الحياة يعادل تقوى الله. وقد أثر هذا فى الفن والنقش والموسيقى والادب.
          وقيل أيضا فى مقالة آخر للوثروب ستودارت, نقتطف فيها " ما كان العرب قط أمة تحب إراقة الدماء ولا ترغب فى الاستلاب والتدمير, وإنما كانوا أمة موهوبة, عظيمة الاخلاص والسجايا (الطبائع), تواقة إلى إرتساف العلوم وعن إختلاط الغالبين.
          ومن هناك اختلص النتيجة بان المجتمع الاسلامي لا طبقية فيه ولاعصبية لان تعاليم (الاسلامي) لم تسمح منذ ظهوره وحتى تقوم الساعة بوجود طبقات وإنما سمحت باالاخاء والمودة والمحبة والشفقة والتضامن.
          إذن ...... من ذالك كلها يستدل على أن الحضارة الاسلامية قامت أيضا على التسامح وبناء عليه كانت تلك الحضارة فسيحة الانتشار حيث توغلت مع الفتح الاسلامي ومع القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ومع اللغة العربية, توغلت فى كل مصر أمتدت اليه كما أنها متميزة بالانفراد على مدى التاريخ.
         واعلم أن الحضارة العـربية الاسلامية عندما بدأت سيرها نظــرت الــى  حضارة فــى سـوابقها يعنى من حضارات (المصريين, والعراقيين, والهنود, والصينييين, والرومان, واليونان, والفرس, والآروبيين, ونحوهم من الحضارات التى ظهرت العلوم والمعرفة بينهم.
          قال بعض المفكـرين أن الحضارة الاسلامية إرتبطت بين المادية والروحية فى اساسها وهذه ظهرت فى اول تطوره كما فعلها الصحابة والمسلمون فى أزمنة مختلفة ولان المادة واسطة لتحقيق السعادة للفرد والامة فى الدنيا والآخرة.
          وفى زمان الحديثة الآن فلا ريب ولا شك فى أن المسلمين يقفون على مفترق الطرق يلتمسون العلم والتكنولوجيا ومعطيا الحضارة ويستشرقون هذه المرحلة الجديدة من حياتهم لان ذالك من حاجاتهم التى قُرَيْبُ الضرورية, وأنهم فى حاجة الى أن يصروا على هذا الايمان بأسيقية الايمان بالله والاخلاق على كل عطاء حضارة مادي وليعلموا أن نقل مستحدثات العلم والتقدم إنما لتكون المواد خاما.
مظاهر من عطاء الحضارة للحضارة الغربية
          كما كان أن حضارة الاسلامية أعظم وأعجب الحضارات فى العالم لانها منذ مجيئها على يد محمد صلى الله عليه وسلم يتغر أحوال العرب على أقصر المدة وهي على الاقل ثلاثة وعشرين سنة ثم تتابع جهاده أصحابه وتابعونه حتى إلىنا الآن فلذا منحت الحضارة كثيرا للبشر وأبلغه إنما يتحقق فى القاعدة الاساسية (إن نقطة البدء فى الحضارة هي العقيدة وإن روح الحضارة هي الاخلاق) كانت اول مرة تتعلم البشرية كيف تتفق حرية الفكر مع إستقامة الدين وتقوم مفهوم التقدم كاملا ترتبط فيه (الروح والمادة والعلم والدين والدنيا والآخرة).
     إنما ما أبرز ما منخت الحضارة العربية الاسلامية للحضارة الغربية هي ما يلى :
ü    تحرير الفكر الاوربي من وثنية الفكر الاغريقى (اليونان)
ü    تحريرالعقائد الدينية وإخراجها من نفوذ الكنيسة
ü    إعطاء العلم أسلوب التجربة. وكان اليونان يأخذون باالقياس
ü    إعطاء البشرية مفهوم الحرية والاخاء والعدل الاجتماعي
  مما تكونت الحضارة العربية الاسلامية
ü    من القرآن الكريم
ü    من السنة النبوية
ü    من الحضارة العربية قبل الاسلام
ü    من الحضارة القديمة الشرقية والغربية
          فأالقرآن الكريم فانه معجزة خالدة ولاشيئ يفرط فيه كما قال جل وعلا "ما فرطنا فى الكتاب من شيئ" وهو قد بدأت منه الحضارة وحينئذ من نقطة التوحيد ومن منطلق الأصالة حيث أقامت قاعدتها العلمية الاصلية مستمدة من القرآن الكريم.
           واما السنة النبوية فهي عبارة عن أقوال وأفعال وتقريرات النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلتها عقب القرآن مباشرة, فهما معا ركنا الشرعية الاسلامية الغراء وعليها مدارها. وأيضا فاالله قد خلق محمدا أكمل وأحسن المخلوقين وكان يزوده بأخلاق كريمة حتى يكون أسوة حسنة إلى يوم القيامة, وبعلوم شاملة ومعارف متكاملة, فيبين ما كان من القرآن مجملا ويفسر ما كان منه مشكلا ويحقق ما كان منه محتملا, فاصبح القــرآن الكريم أصــلا والسنة النبـويـة بــيانا من القـرآن الكريم.
          والاسلام بتعاليمه السمحة وبسيادة مبادئة كان لا يفرق بين العرب والعجم فلا فضل للعرب على الاعجمي, ولا يفرق بين الوان الناس  وإنما يفرقهم التقوى الى الله الرحيم وأيضا قد آخى بين العرب مؤاخاة لم يخلصوا إليها سلفا, وثقفهم ثقافة روحية. والحضارة العربية الاسلامية كان اساسها الاولين يـتـناول جميع امــور المسلمين من الدينية والاقـصادية والاجتماعية.
·       من ناحية الدينية. كما كان أن الاسلام هـو دين فلا بد عليه من الاركان. وأركانه خسسة وهي مما تلى
1       الشهادتين (على الله بأنه اله و محمد رسوله)
(2) الصلاة           (3). الصوم
(4) الزكاة            (5). الحج
·       من ناحية الاقتصادية. إن فى الاسلام أن المال ليس بغاية ولكن ينبغي للمسلمين كلهم أن يسعوا ويكتسبوا كي يحصلوا المال. فلان المال من وسائل لبناء الحضارة واستمرار حياة الانسان ولذا وجب للمسلين العمل فان العمل نافع والطلب على الحلال.
·       من ناحية الاجتماعية (المعاملات بين الناس). كان الاسلام يؤكد على اهتمام المعاملات بين الناس سواء للمسلمين مع المسلمين او مع غيره ولان الانسان مخلوق اجتماعية ومدنية باالطبيعته فيحتاج الى غيره لاكتفاء بين النفس مع النفس الآخر فى الحياة.